رمضانيات : تركت الحرب على السوريين اثارها النفسية والاقتصادية والاجتماعية وبالكاد قضت على تبقى من بهجة الموائد وعادات الأكل والشرب، التي تغيّرت بشكل كبير خلال فترة قصيرة جداً لتتناسب والموارد المالية المحدودة…
تركت الحرب على السوريين اثارها النفسية والاقتصادية والاجتماعية وبالكاد قضت على تبقى من بهجة الموائد وعادات الأكل والشرب، التي تغيّرت بشكل كبير خلال فترة قصيرة جداً لتتناسب والموارد المالية المحدودة…
ورغم ذلك مازال اهل دمشق يتوارثون عادات وتقاليد عريقة في رمضان عن أجدادهم تحكي روح التراث والأصالة والمحبة والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي فيما بينهم وهي عادات تكاد أن تندثر هذه الأيام إلا من بعضها.
مدفع رمضان في كل المدن والقرى السورية ومدفع رمضان رمز من رموز رمضان وكان في دمشق مدفع واحد يوضع على جبل قاسيون، ولكن مع التوسع العمراني أصبح في دمشق 17 مدفعاً والناس التي تحافظ على مدفع رمضان سكان الأحياء القديمة في دمشق وقد ترى عدداً من الأشخاص المتجمعين بالقرب من هذه المدافع لرؤيتها لحظة أذان المغرب.
أهم شيء في مائدة الإفطار شوربة العدس أو شوربة الشعيرية ومعها اللحم أو مرقة الدجاج.
أما صحن الفول فهو سيد طاولة الطعام في رمضان، ثم الفتة أو التسقية.
الحمص البليلة مع اللبن والطحينة والثوم والليمون مع المتبلات .
وأهم الوجبات هي الكبة والمحاشي، وغيرها من الوجبات المحببة لدى أهل الشام، مع السلطات الغنية بالخضار أو الفتوش.
ووجبات الحلويات المشهورة دمشقيا كالعوامة والقطايف
وأهم شيء بعد تناول الإفطار هو الشاي.
ومن أشهر المشروبات في شهر رمضان العرق سوس والتمر الهندي والقمر الدين (عصير المشمش) ولا تكاد تخلو مائدة الإفطار من هذه المشروبات وخاصة بعد الصيام الطويل.
إن المظاهر الرمضانية تتماثل في المحافظات الأخرى، ففي الساحل تسود وجبتا السمك مع الرز التي تسمى (صيّادية) والخضار واللحوم وتزدحم المساجد بالمصلين وينتشر استهلاك حلويات خاصة بالساحل مثل الجزرية، وهي نوع من الحلوى محببة محشوة بالقلوبات والمكسرات وغيرها.
أما في المناطق الوسطى، حمص وحماة وأدلب، فلا خلاف على هذه المظاهر عنها في بقية المحافظات. وتسود لدى العائلات أطباق غذائية متباينة أهمها الشعيبيات في حمص، وهي حلوى محببة تصنع من العجين والجوز والقشطة وحلويات أخرى.
وفي حلب تكتظ الأسواق الشعبية (خان الجمرك) وغيرها بالزبائن خلال النهار، وبعد الليل يتسامر الحلبيون بعد أداء صلاة التراويح في شوارع حلب ومقاهيها، قرب القلعة طريق المسلمية، حيث تنتشر المنتزهات الطبيعية. وتعتبر الوجبات الحلبية المتداولة غنية بالأطعمة اللذيذة من أنواع الكبة الصاجية، والمقلية، واللبنية، والمشوية وحميص الفحم المشوي بنوعيه الشقف والسادة، وأنواع كل المحاشي وورق العنب.
أما في المحافظات الشمالية الشرقية فتسود وجبات المنسف (الرز مع اللحم والسمن العربي)، مع اللبن الرائب على موائد السكان الذين يتداولون طعامهم في المضافات العربية المتسعة والتي تتوزع فيها الوسائد مرفقة بالسلطات والعصير ويستهلك التمر والعجوة والحلويات الشعبية وغيرها وتعمر المساجد بالمصلين.
فتتميز سوريا بأنواع المأكولات، مثل الفتوش والتبولة والكبة والمعجنات وحلويات الكنافة النابلسية والمدلوقة وشقائق النعمان.
إن أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع السوري في شهر رمضان المبارك تشتد، حيث يتبادل المصلون تحيات الود والمحبة. وتقوى هذه الأواصر من خلال تبرع الموسرين على المحتاجين بالهبات والزكاة والصدقات والكفارات التي تقوم بها جمعيات متخصصة تجمع المال والسلع الأخرى لتوزع على الفقراء. ولا يمنع الموسرين أو متوسطي الحال من دعوة أقاربهم وأصدقائهم إلى موائد الافطار.
وفي الأسواق ينتشر باعة الحلويات الشهيرة كالكنافة، والمعجنات كالمعروك (نوع من خبز رمضان مزين بالسمسم) والمعروك المحشي بالتمر (العجوة)، والناعم (طبق شعبي من العجين مقلي بالزيت ومزين بالدبس)، ومحلات بيع الحمص والفول والسوس والمخللات، حيث يتنافسون في عرض بضائعهم على المشترين والمستهلكين.
ومن الأشياء الشائعة قبل وخلال شهر رمضان، السلال الرمضانية وهي في الغالب سلّة تحتوي على بعض المواد التموينية كالرز والسكر والزيوت والسمن وبعض الحبوب والبقول المجففة لإضافة إلى المربيات وغيرها، وهي تباع في العديد من المحلات التجارية ويشتريها الناس إما للتزود بها أو للتصدق بها على إحدى العائلات الفقيرة.
بعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح تعقد الدروس الدينية في العديد من المساجد، وقبل أذان الفجر بساعتين تقريبا تبدأ صلاة التهجد يعود بعدها المصلون إلى منازلهم لتناول طعام السحور أو قد يبقى بعضهم في المسجد يدعو ويبتهل ويتناول ما قد يحضره معه، أما إحياء ليلة القدر فتبدأ من بعد صلاة التراويح حتى صلاة الفجر وتعد هذه الليلة من أبرز مظاهر رمضان، فلا تكاد ترى أحداً في الشوارع، فالرجال في المساجد والنساء في البيوت وجميعهم لهم همّ واحد،نيل المغفرة والرضوان من الله ،وفي نهاية هذه الليلة يقوم بعض الذين أنعم الله عليهم بإحضار طعام السحور للمصلين في المسجد ليتسحروا بها.
وفي نهاية شهر رمضان، يبدأ موسم تجاري كبير، ويهرع الناس إلى الأسواق للتزود بالملابس الجديدة للعيد أو لشراء الحلويات الشرقية الخاصة بالعيد، ومن الجدير بالذكر أن العديد من العائلات الدمشقية لا تزال تفضل تحضير هذه الحلويات في منازلها حتى الآن.
وقبيل العيد بيوم…تبدأ مدافع رمضان بالإطلاق إبلاغاً بانتهاء شهر رمضان المبارك وحلول العيد.