عالمية:قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس 6 أفريل 2023، إن "الجدل الداخلي في تل أبيب لن يمنعنا من العمل ضد أعدائنا"، في أول رد رسمي على إطلاق صواريخ من لبنان نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس 6 أفريل 2023، إن “الجدل الداخلي في تل أبيب لن يمنعنا من العمل ضد أعدائنا“، في أول رد رسمي على إطلاق صواريخ من لبنان نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيانٍ، أن عشرات الصواريخ أُطلقت من لبنان باتجاه مستوطناته في الشمال، بعد أن دوَّت صفارات الإنذار بعدة مواقع، في قصف وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ”الأعنف” منذ 2006.
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل عازمة على الرد على القصف الذي استهدف مواقع في الجليل، وقال: “سنوجّه ضربة إلى أعدائنا وسيدفعون ثمن هجومهم”.
إلا أن نتنياهو قد زعم في تصريحات صدرت عنه قبل انطلاق جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أن إسرائيل “لا تسعى لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى”.
وقال نتنياهو: “ندعو إلى تهدئة التوترات، وسنعمل بحزم ضد المتطرفين الذين يستخدمون العنف في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن خطاب نتنياهو لم يرتقِ لمستوى الهجوم الذي يعد “الأعنف” منذ 2006؛ حين شهدت المنطقة حرباً بين الاحتلال وحزب الله اللبناني، فيما استغربت هيئة البث الرسمية عدم توجيه رئيس الوزراء الإسرائيلي تهماً مباشرة لأي طرف عن هذه الصواريخ.
وحمَّل الجيش الإسرائيلي حركة “حماس” مسؤولية إطلاق صواريخ من لبنان نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان، إن “الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عندما أُطلقت من داخل أراضيها قذائف صاروخية نحو إسرائيل، إطلاق تلك القذائف يعتبر حدثاً خطيراً”.
كما أضاف: “الحديث عن حدث متعدد الجبهات، لكن الفاعل والجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية هي حركة حماس الفلسطينية من لبنان”.
وأفاد البيان بأن “الجيش يفحص أيضاً إمكانية تورُّط إيران في هذا الحادث”، وأنه “في حالة جاهزية كبيرة، نسبة اعتراض الصواريخ اليوم تدلل على تلك الجاهزية”.
من جانبه، قال رئيس المجلس التنفيذي لجماعة “حزب الله” اللبنانية، هاشم صفي الدين، الخميس: “ليعرفِ الصهاينةُ أن المسجد الأقصى ليس وحيداً، وأن خلفه مئات ملايين المسلمين الجاهزين لبذل الدماء من أجله”.
جاء ذلك في تصريح مقتضب لصفي الدين نشرته قناة “المنار” التابعة للحزب، عقب إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان نحو شمال إسرائيل، بينما لم يصرح بأي إشارة مباشرة إلى القصف.
وشدد صفي الدين على أن “السعي الصهيوني لاستهداف الأقصى والنيل من مقدساتنا سيُلهب المنطقة”.
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة الجليل شمال البلاد.
بدورها، ذكرت صحيفة “هآرتس” أن التقديرات تشير إلى أن إطلاق الصواريخ جاء رداً على أحداث المسجد الأقصى والمداهمات الليلية التي نفذتها الشرطة للمسجد.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن “معظم الصواريخ التي أُطلقت من لبنان من طرازي كاتيوشا وغراد”.
على أثر التطورات الأخيرة، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه “تم إغلاق المجال الجوي شمال البلاد أمام الرحلات الجوية المدنية”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “قررت السلطات المحلية فتح الملاجئ في جميع البلدات الواقعة على طول الحدود مع لبنان”.
بينما قالت محطات التلفزة الإسرائيلية، إن صفارات الإنذار لم تتوقف في المدن والبلدات الإسرائيلية الشمالية مع استمرار رشقات الصواريخ.
وذكرت القناة “12” العبرية، أن إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة، بينما نقلت عن إسرائيلية أن صاروخاً أصاب سيارتها في بلدة “بسوتا” (شمال).
ولم تعلن أي جهة لبنانيةٍ مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية، حتى ساعة نشر هذا التقرير، كما لم تعلّق حكومة لبنان على تحميل الجيش الإسرائيلي إياها مسؤولية إطلاق الصواريخ.
ونادراً ما تُطلَق صواريخ من لبنان على إسرائيل، لكنها عادةً تحدث في أثناء التصعيد الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولليلة الثانية على التوالي اقتحمت الشرطة الإسرائيلية مساء الأربعاء، المصلى القبلي بالمسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين.
وأكدت الدول العربية والإسلامية، بينها تركيا، رفضها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية، ودعت إلى وقفها على الفور، وبينما حثت الولايات المتحدة “جميع الأطراف على ضبط النفس”، أعربت الأمم المتحدة عن “صدمتها” حيال أحداث المسجد الأقصى.
وفي وقت لاحق من الخميس، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة بدعوة من الإمارات والصين؛ لبحث “التطورات الأخيرة المُقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديداً اقتحام المسجد الأقصى”.