قبل عام 2016، كانت الجدولة الموصى بها للتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) تتألف من ثلاث جرعات.
ومع ذلك، تلقّت العديد من الإناث المؤهلات في الولايات المتحدة أقل من ثلاث جرعات.
في عام 2016، قامت اللجنة الاستشارية للتطعيم في الولايات المتحدة بتعديل التوصية لتصبح جرعتين، الجرعة الأولى تليها جرعة ثانية في غضون 6 إلى 12 شهرًا للأفراد الذين يبدؤون السلسلة قبل بلوغهم سن الـ 15 عامًا. وأدّى هذا التغيير إلى إجراء دراسات لتقييم فاعلية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في العالم الحقيقي بناءً على وجود جرعة واحدة، جرعتين، أو ثلاث جرعات.
أظهرت دراسة حالات انتقال التشوهات النسيجية الظهارية للرحم من الدرجة الثانية أو أعلى (CIN2+) دليلاً كبيرًا على فاعلية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بِغَضّ النظر عن جرعة واحدة، جرعتين، أو ثلاث جرعات. ومع ذلك، كانت فاعلية الجرعات الثلاث أعلى من فاعلية الجرعة الواحدة.
أكدت هذه الدراسة أن النساء اللّواتي تلقَيْن اللقاح في سنوات أكبر من السن الموصى به (11-12 عامًا) لا يزال بإمكانهنّ الحصول على حماية ضد CIN2+ المرتبط بـ HPV16/18. وبالإضافة إلى ذلك، مع بلوغ المراهقين الذين تم تلقيحهم وفقًا للتوصية المعدلة في عام 2016 سن الفحص لسرطان عنق الرحم، ستوفّر التحاليل المستقبلية تقييمًا أفضل لفاعلية الجرعتين المعطاة وفقًا للإرشادات الحالية.
من المهم تفسير هذه النتائج بمراعاة التحيّزات التي قد تؤثر على تقديرات فاعلية اللقاح بناءً على عدد الجرعات. تؤكد الفاعلية الأعلى الملاحَظة في المجموعة الأصغر سنًا أهميّة تطعيم الأفراد في سن أبكر، قبل التعرّض المحتمل لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من خلال النشاط الجنسي.
لهذا السبب، توصي منظمة الصحة العالميّة (WHO) الآن بما يلي:
جدولة جرعة واحدة أو جرعتين للفتيات اللّواتي تتراوح أعمارهنّ بين 9 و 14 عامًا.
جدولة جرعة واحدة أو جرعتين للفتيات والنساء اللّواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و 20 عامًا.
جدولة جرعتين بفاصل زمني قدره 6 أشهر للنساء اللّواتي تجاوزنَ سن 21 عامًا.
تأخذ هذه التوصيات المحدّثة في الاعتبار فاعلية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المُظهرة في دراسة العالم الحقيقي، والتي أظهرت حماية كبيرة ضد التشوهات النسيجية الظهارية للرحم من الدرجة الثانية أو أعلى (CIN2+).
وعلى الرغم من أن الجدولة التي تشمل ثلاث جرعات كانت أكثر فعاليّة من الجدولة بجرعة واحدة، فإن الدراسة أكدت أن النساء اللّواتي تلقيّن التطعيم في أعمار أكبر لا يزلنَ يستفدنَ من الحماية ضد CIN2+ المرتبطة بـ HPV16/18.
من خلال التأكيد على أهميّة التطعيم المبكر وتوسيع الفئة العمريّة المؤهلة لجرعة واحدة أو جرعتين، تهدف منظمة الصحة العالميّة إلى ضمان أوسع لِلقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وزيادة الحماية من الأمراض المرتبطة بالفيروس.
من المهم أخذ هذه التوصيات المحدثّة في عين الإعتبار وتشجيع التطعيم في سن مبكرة للحد من خطر الإصابة بالعدوى قبل التعرّض المحتمل من خلال النشاط الجنسي.