أدب: إنهزمنا لما اصبحنا نشير الى بعضنا ... هذا مسلم وهذا مسيحي ..هذا كافر وزنديق من الازلام ..وهذا وطني لا يشق له غبار.
تونس الآن
نحن إنهزمنا من زمان …
إنهزمنا لما تخلينا عن البحث العلمي و مشينا وراء … الشيوخ والدراويش …
إنهزمنا لما اصبحنا نشير الى بعضنا … هذا مسلم وهذا مسيحي ..هذا كافر وزنديق من الازلام ..وهذا وطني لا يشق له غبار.
إنهزمنا لما المرأة العربية الساحرة الرائعة إقتنعت بأنها عورة و ناقصة عقل مع إنها كانت شديدة الرقي والجمال كانت ملكة..من ألاف السنين ..
إنهزمنا لما صار المهندس والطبيب وأستاذ الجامعة يتحلق جميعهم في القرفصاء أمام شيخ ما “عندوش ” الابتدائية ويستمعون اليه بكل تركيز واعجاب… بل يخطط و يقرر لهم كل حياتهم .
إنهزمنا لما اصبحت “شيخة ” لا قيمة لها تسيطر علي ملايين النساء و تلغي عقولهن تماما في الدرس الديني وتحولهن بضحكة او دمعة ماكرة الى دُمى وعرائس من قصب السكر تحركهن كيفما شاءت .
إنهزمنا لما تصورنا الدين “ذقن” دون شوارب و نقاب و حجاب وليس … أخلاق ومعاملة .
إنهزمنا لمّا يتمكن داعية ديني معتوه وأفّاق من أن يُلبس الملايين مثل تلك الخيمات وأزياء الجواري… بعد ان صدّقه الذكر والانثى.
إنهزمنا لما أصبحنا نشير بالبنان الى كل غوغائي ولص ماكر بانه العالم العظيم ورجل الخير والورع والتقوى والصلاح … بل أعلم علماء الأمة .
إنهزمنا لمّا صار مجرد التفكير يأخذنا الى حالة من الرعب والذعر .. ولا نجرؤ حتى علي مناقشة ما زرعوه داخل عقولنا بل و ندافع عنه بإستماتة .. حتى لو كان نعيقا وكلاما فارغا .
إنهزمنا لما صرنا نرى ان أعلى التبرعات واغلاها تذهب لبناء دُور العبادة .. وأبخسها – ان حصلت – لمراكز البحث العلمي وديار الايتام والمستشفيات والاطفال المرضى وكبار السن الذين تقطّعت بهم السبل والمدارس المتداعية النائية…
إنهزمنا لما صارت حياتنا مزايدات دينية في منتهى السخافة و الزيف والسطحية … بل والجهل الازرق.
إتهزمنا لما سمينا خديعتنا وبلاهتنا
وحمقنا..وخديعتنا وخراب اوطاننا..وفرقتنا وحرقتنا
وذهاب ريحنا.. بالربيع العربي.
إنهزمنا لما صرنا لا ندرك الفرق بين المعارضة بشرف.. و بين … قلة الأدب والخيانة والدعارة ااسياسية والسفالة .
إنهزمنا من زمااان لما سلّمنا عقولنا لكمشة من الاوباش واللصوص ،
وأهل الوهم..وبأئعي الريح للمراكب يصنعون بنا وباولاد اولادنا اكداس حلوى فاسدة ، ويرسمون لنا المنافي..بدل اوطاننا التي انكرتها الحدائق والعصافير والضحكات …
معركتنا الحقيقية ليست في تحديد واصطفاء وترتيب من سوف يدخل الجنة.. بقدر ماهي..إعْمار الارض واشاعة الطمانينة والخير وتوفير مسالك وحقول غذائنا وكرامتنا وتأمين دوائنا وازالة كل مظاهر القبح من سبورة حياتنا وتاثيث مرايا البهجة والجمال في كل شبر فيها..وفينا.. وخوض معركة العلم و الحداثة ..
وطرد جحافل الجهل والتخلف وما الى ذلك من الادران والأمراض.. وأعراض الحماقة وزهو الطاووس.
للأسف علينا أن نعترف بالهزيمة .. وأن التخلف هو المنتصر حتى الآن .
لم يهزمنا احد… بل هزمنا أنفسنا وسوف نبقى على هذه الحال طالما تخلينا عن عقولنا ..!
فينا من الحزن ماتبكي له الجبال والبحار .
– أوطان .. ارخص ما فيها الانسان ..!