رأي : الرئيس قيس سعيد في واد وجبهة الخلاص بقيادة رئيسها احمد نجيب الشابي في واد اخر ، هذا التوصيف الاقرب لما يحدث في الساحة السياسة من قطيعة بين قرطاج وجبهة الخلاص.
تونس الان :
الرئيس قيس سعيد في واد وجبهة الخلاص بقيادة رئيسها احمد نجيب الشابي في واد اخر ، هذا التوصيف الاقرب لما يحدث في الساحة السياسة من قطيعة بين قرطاج وجبهة الخلاص.
فمنذ 25 جويلية اعلن الرئيس قيس سعيد (الى الان) القطع تماما مع منظومة ما قبل 25 جويلية تقريبا بكل اطيافها ما عدا بعض الاستثناءات ، واثر ما تلى 25 جويلية من اجراءات تم تشكيل جبهة الخلاص الوطني التي تضم في صفوفها النهضة وبعض الشخصيات السياسية التي اما غادرت احزابها او اضمحلت احزابها ،ويتراس الجبهة احمد نجيب الشابي .
بعد 25 جويلية 2021 ، انضم الشابي للاصوات التي تصف ما قام به الرئيس بالانقلاب ، ومنذ ذلك الزمان اصبح احمد نجيب الشابي يطالب بتشكيل حكومة انقاذ وطني (ذهب البعض الى انه هو من سيرءسها ) واجراء حوار وطني.
جاء شتاء 2021 وتلته سنة 2022 بفصولها ودخلت سنة 2023 وبلغنا الشتاء والان نعيش اخر ايام الصيف ، جاءت رئيسة حكومة وذهبت وجاء اخر، غادر وزراء ومازال اخرون وانتخب البرلمان الجديد وتستعد الهيئة لاجراء الانتخابات المحلية ومازال احمد نجيب الشابي يطالب بحكومة انقاذ الى غاية كتابة هذه الاسطر -وهنا يطرح التساؤل التالي : مالجدوى من هذه الدعوات والرئيس قيس سعيد يرفض اصلا وجود جبهة الخلاص واحزاب اخرى حتى انه تم تحجير اجتماعاتها من قبل وزارة الداخلية ؟!.
اخر مرة ذكر فيها احمد نجيب الشابي ضرورة تشكيل حكومة انقاذ وطني كان اليوم الجمعة 4 أوت 2023 ، اذ اعرب بدأ عن استنكار واستهجان جبهته لا اسلوب اختيار رئيس الحكومة الجديد فحسب وانما الاختيار في حد ذاته معتبرا ان الطريقة التي حصل بها التغيير عنوان لمنهجية الحكم وانها استمرار وتاكيد على ان رئيس الجمهورية قيس سعيد متفرد بالقرار مجددا تاكيده على حاجة تونس لحكومة انقاذ محذرا من ان كل تاخير في ذلك يؤدي بالبلاد الى الهلاك.
وقال” نحن في جبهة الخلاص نستنكر ونستهجن لا اسلوب الاختيار فحسب وانما الاختيار في حد ذاته ونحن نقول حتى لا نطيل عليكم تونس في اشد الحاجة الى حكومة انقاذ …تونس في ازمة… تونس في حالة تفكك… تونس تواجه خطر الانهيار وتونس يمكن ان تذهب الى الانفجار اذا لم يتم انقاذها …سبق ان قلنا هذا في جبهة الخلاص منذ اليوم الاول ونعيده اليوم لانه يتأكد… ما هي حكومة الانقاذ؟ بسيطة على الاقل في تصورها ..اولا برنامج للاصلاحات لانقاذ البلاد فبلا برنامج لا وجود لاصلاح ثم لا بد من توافق حول هذا البرنامج بين المكونات الرئيسية للمجتمع التونسي حتى تحظى الحكومة بسند من القوى السياسية والاجتماعية لانه لا يمكن لحكومة معزولة انقاذ البلاد وهذا يفترض ان يتم التشاور بشأن رئيس الحكومة الجديد حتى يكون شخصية معروفة …معروفة بكفاءتها وقدرتها وبرصيد الثقة لدى مكونات المجتمع وبالتالي جبهة الخلاص تعتبر انه لا خلاص لتونس الا بحكومة انقاذ …تقولون ان شروط قيامها غير متوفرة …هذا صحيح واقول انه ما دامت الشروط لم تتوفر فلا افق لحل الازمة… وايضا التوقف في نفس المكان فكل واقف في تأخر وبقدر اضاعة الوقت بين تونس و حكومة انقاذ وطني بقدر ما تسير البلاد نحو الهلاك”.
يحق لاحمد نجيب الشابي التعبير عن مواقفه وارائه لكن الا يرى أن الرئيس ماض في تطبيق المشروع الذي انطلق فيه دون التفات الى الوراء ، الرئيس لا يعترف اساسا بجبهة الخلاص ويرفض الوار معها ومع من يسميهم بالمفسدين والذين يتحملون عقبات 10 سنوات من الحكم يرى الرئيس انها استنزفت كل قوة وطاقات تونس . فماذا سيقدم تمسك احمد نجيب الشابي بهذه المطالب للبلاد ؟ سوى انه اصبح في المشهد السياسي 3 اقطاب ، قطب قرطاج ماضي في ما يعزم عليه وقطب على الربوة يشاهد هذا وذاك وقطب يضم جبهة الخلاص ومكونات سياسية يتوقف نشاطها على الندوات الصحافية وبعض التحركات الاحتجاجية لتسجيل مواقف فقط.
البعض يرى انه لم يعد للشابي وغيره من السياسيين ما يقدمونه للبلاد وانهم قدموا الكثير في فترة معينة وان الاوان لجيل جديد يأخذ المشعل عنهم ،لكن لا توجد الى حد الان اي بوادر عن بروز جيل سياسي جديد يأخذ المشعل عن القدامى.
اذن وفي ظل هذا المشهد يمكن استخلاص ان جبهة الخلاص تعارض من اجل المعارضة فقط .
منى حرزي