تشهد العاصمة طرابلس لليوم الثاني على التوالي، انتشاراً عسكرياً وأمنياً كثيفاً، بعد تجدد الدعوات للخروج في مظاهرات مناهضة للتطبيع مع إسرائيل.
فقد تمركزت المدرعات المصفحة والسيارات العسكرية التي تحمل الأسلحة الرشاشة، اليوم السبت في أغلب النقاط العسكرية للعاصمة فيما جابت العديد من الأرتال العسكرية الضخمة الشوارع. كما أغلقت الطرقات المؤدية لميدان الشهداء، الساحة الرسمية في البلاد.
كذلك أقفلت الشوارع المؤدية إلى منازل المسؤولين، بما فيها الفيلا التي يتخذها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة مقراً غير رسمي لعقد الاجتماعات، مع كبار الشخصيات الأمنية و العسكرية .
وكان الدبيبة كرر مراراً خلال الأيام الماضية رفضه التطبيع مع إسرائيل. وأمس أكد مجددا أن لقاء وزيرة خارجيته مع كوهين “أمر جلل وقضية كبرى حتى وإن كان لقاء هامشيا”، وفق تعبيره.
إلا أنه رأى أن “أطرافا كثيرة استغلت هذا الموضوع لتصفية حسابات سياسية ضيقة مع مشروع الانتخابات”، مشدداً على أن الحكومة ستتصدى “بقوة تجاه من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد وسلامة الليبيين وممتلكاتهم العامة والخاصة”.
وأثار لقاء كوهين والمنقوش الذي عقد الشهر الماضي بالعاصمة الإيطالية أزمة داخل ليبيا، واحتجاجات غاضبة دفعت رئيس الوزراء إلى إقالة الوزيرة وإحالتها للتحقيق.
لكن الغموض لف مكان تواجد الوزيرة، بعد أنباء عن سفرها إلى تركيا ومن ثم إلى بلد ثالث، دون أن يتم تأكيد تلك المعلومات رسمياً حتى الساعة.
فيما ألمح بعض المسؤولين في الحكومة إلى أن الدبيبة كان على علم باللقاء، إلا أنه خاف من رد الفعل الشعبي.
يذكر أنه لا يزال من غير القانوني في ليبيا تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك بموجب قانون صدر عام 1957 في البلاد.