تونس الآن
توقّع النموذج السويسري للرصد الجوي تساقط كميات طوفانية من الأمطار تتجاوز 500 ملمتر في قابس وعدد من مناطق جنوب البلاد والوسط، قبل أن يتراجع عن هذه التوقعات ويتوقع كميات كبيرة في أقصى الشمال فقط وهو ما أحدث بلبلة في قلوب التونسيين الذين مازالت صورة آثار إعصار دانيال في درنة الليبية عالقة في أذهانهم.
وحول هذه التوقعات أكّد المهندس بالرصد الجوي محرز الغنوشي في تصريح لـ”تونس الآن” أن “توقعات النموذج السويسري على المدى البعيد والمتوسط عادة غير ثابتة، وقابلة للتغير في كل حين وهو ما وقع فعلا، لافتا إلى أن تحديد كميات الأمطار تكون من خلال آليات الاستشعار عن بعد والرادارات ومخرجات النماذج العالية الدقة على المدى القريب..
وأوضح أن التغيرات المناخية الخريفية بصعب وضع توقعات دقيقة لها على المدى المتوسّط، ولا يمكن التنبؤ بكميات الأمطار مثلا إلا بإقتراب التقلّبات التي أكّد أنها قادمة لا محالة خلال الأسبوع المقبل وستكون عادية ومن غير المتوقع أن تتجاوز في أقصاها 60 ملمتر وفق النماذج المعتمدة، معتبرا أن ذلك لا ينفي ضرورة الحيطة والحذر.
وحول إمكانية إعادة تشكّل عواصف متوسطية على شاكلة إعصار دانيال قال الغنوشي، إن ذلك مرتبط بعديد العوامل المناخية، غير المتفرة حاليا على الاقل في المستوى القريب.
يشار إلى أن الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة كان قد علّق في تصريح إذاعي على تذبذب توقعات النموذج السويسري والتغييرات التي شهدتها هذه التوقعات، بالتذكير بأن الانموذج السويسري كان سباقا في توقع تساقطات ضخمة في اليونانا وفي ليبيا إلى جانب النموذج الأسترالي.
وأشار إلى أن أغلب النماذج توقعت كميات هامة من الأمطار في تونس الأسبوع المقبل قبل أن تتراجع نسبيا وتخفّض في نسبة توقعاتها مع تغير المناطق المعنية.
وتابع أن هذه التوقعات بعيدة، وهي تخضع لإحتمالين هو أن تكون التساقطات عادية خريفية لا تتجاوز 70 ملمتر كما يمكن أن تتجاوز 100 ملمتر.
ودعا بحبة إلى عدم انتظار ما ستقوله النماذج، ونما يجب إستباق حصول تقلبات غير متوقعة وذلك عبر تسريح البالوعات، وتنظيف الأودية، معتبرا أن هناك إشكاليات متعلّقة بالبناء الفوضوي والبناءات في مجاري الأودية في عديد المناطق، فضلا عن السلوك اليومي للمواطنين الذي أثر على المجاري.
وأكّد على ضرورة الحذر والتوقي أيا كانت توقعات نماذج الرصد الجوي.
حمزة حسناوي