تونس الان:
انطلقت البرمجة الشتوية للقنوات التلفزية، ومعها عادت قناة الحوار التونسي ببرنامجها jdt الذي بثت اول حلقة له البارحة الخميس .
الحلقة الاولى من البرنامج كانت بمثابة الـ “ترند” جراء ما دار بين “كرونيكيرات” البرنامج ، حنان العش وبية الزردي.
القصة انطلقت عندما انتقدت بية الزردي حنان العش وخطيبها الكرونيكور في نفس البرنامج وسيم الحريصي المعروف باسم “ميغالو” اذ قالت الزردي متوجهة الى حنان العش “حنان في بلاصة تعرس بميقالو قعدت صيف كامل تخدم بيه” لترد عليها الاخيرة” احنا مازلنا صغار على العرس .. انت عندك قداش بلاش عرس.. حقهم يسموك بايرة الزردي موش بية الزردي”… .
هذا الحوار بين حنان العش وبية الزردي لاقى امتعاضا وغضبا كبيرين في صفوف التونسيين ، معتبرين ان التفوه بمثل هذه الالفاظ على الهواء يخالف كل الضوابط والأخلاق في حين ذهب البعض ان الامر كان مخطط لها والحوار مكتوب في سيناريو الحلقة من اجل جلب اكثر نسبة مشاهدة ولإثارة الـ”بوز”.
وبغض النظر عن كل شيء فان عبارة “بايرة” تعتبر وصما اجتماعيا ، ولا يمكن التفوه بها عبر شاشات التلفزيون، وهي استنقاص من قيمة المرأة وربط مصيرها بزوج حتى يقال انها امرأة مكتملة في المجتمع.
لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تقال مثل هذه الكلمة في برنامج تلفزيوني يشاهده عشرات الالاف ، حتى وان كانت مجرد مزحة ، فيبدو ان المشرفين على البرنامج تناسوا احد اهم اهداف الاعلام وهي التوعية والتثقيف، تعليم الاجيال تماما مثلما يتم تعليمهم في المدارس والمعاهد الانضباط لقيم الاحترام ونبد العنف والتعصب والعنصرية ، فالإعلام له قوة تأثير كبيرة جدا على المجتمع ، ان كان يبث اشياء ايجابية فنتائجها ستكون ايجابية وإن كان يبث اشياء سلبية فنتيجتها ستكون سلبية ، ولم يعد مخفيا على الجميع ما تركه الاعلام اليوم من اثار سلبية داخل المجتمع.
ولقائل ان يقول “بيناتنا فلسة”، هذه المقولة يتداولها الكثير من مقدمي البرامج والكرونيكارات، بمعنى انه اذا لم يعجبك محتواهم فيمكن ان تغيّر القناة ، لكن اعتقادي ان هذه الفكرة الساذجة لا يروجها الا السذج وهي التبرير الاضعف للدفاع عن المحتوى الهزيل، فمن حق التونسي ان يشاهد القنوات التونسية طالما هي مفتوحة للعموم ومن حقه ان ينقد المحتوى ويطالب كذلك بتعديله ، زد على ذلك من واجب المؤسسات الاعلامية ان تلعب دورها في التثقيف والتعليم وان تحافظ على الذوق العام وتحافظ على الضوابط الاجتماعية والاخلاقية للمجتمع وان تكون البرامج الترفيهية فعلا ترفيهية بضوابط محددة لا ان تساهم في ترذيل الذوق العام او توجيهه.
منى حرزي