وطنية: القضية الفلسطينية هي أساسا قضية استعمار وميز عنصري وانحياز للأطراف المؤثرة دوليا والمؤسسات الأممية.
التقى اليوم نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، مع عدد من سفراء الدول الفرنكوفونية المعتمدين بتونس، تتقدمهم سفيرة كندا بصفتها الرئيسة الحالية للمجموعة، حيث استعرض الوزير أبرز مخرجات القمة الثامنة عشرة للفرنكوفونية التي احتضنتها جزيرة جربة في 19-20 نوفمبر 2022 وأهمّ المحطّات التحضيرية لأشغال الدورة الرابعة والأربعين للمؤتمر الوزاري للفرنكوفونية التي ستلتئم يومي 4 و5 نوفمبر 2023 بالعاصمة الكامرونية ياوندي، تحت رئاسة الوزير.
وأكّد الوزير الموقف التونسي المبدئي والثابت المناصر للقضية الفلسطينية العادلة ولحق الشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه المحتلة، خاصة مع تصاعد وتيرة العدوان الغاشم والممنهج على الشعب الفلسطيني الأعزل وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، بشكل غير مبرر وغير مشرف وغير أخلاقي، في صمت مطبق من المجموعة الدولية منها المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
ووجّه الوزير عدة رسائل للسفراء وحثّهم على ابلاغها لعواصمهم، مشدّدا على وجاهة الرؤية التونسية ومجدّدا إدانة بلادنا الصارمة للاعتداءات غير المسبوقة، المنتهكة للقانون الإنساني والمواثيق الدولية، والتي ما فتئ يقترفها الاحتلال، خدمة لأجندات سياسية وإقليمية غير معلنة.
ودعا الوزير المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته التاريخية للوقف الفوري للاعتداء الصارخ على الشعب الفلسطيني، مؤكدا على ضرورة التعاطي مع الوضع الراهن بمنطق آخر وبمقاربة مختلفة والتعامل الجاد مع الأسباب الرئيسية والحقيقية للقضية الفلسطينية دون الاكتفاء بمحاولة معالجة النتائج ، كالمساعدات الإنسانية، منبّها إلى أن العدوان المستفحل منذ 75 سنة والمتمادي إلى الآن بكل وحشية من شأنه اذكاء بؤر العنف والعنف المضاد والتطرف لدى الأجيال الناشئة وتهديد، أكثر من أي وقت مضى، للأمن والسّلم على المستويين الإقليمي والدولي.
كما أوضح الوزير أن القضية الفلسطينية هي أساسا قضية استعمار وميز عنصري وانحياز للأطراف المؤثرة دوليا والمؤسسات الأممية، خاصة مجلس الأمن، للجانب الأقوى دون أي اعتبار للحقوق التاريخية وللمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني، مؤكّدا أن التوازن الإقليمي غير قائم بالمرة وأن الاشتباك المتواصل في المنطقة غير متكافئ سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
ومن جهتهم، ثمّن السفراء مبادرة هذا اللقاء مؤكّدين على ضرورة مواصلة التحاور وتبادل وجهات النظر كما وعدوا بنقل رسائل السيد الوزير لعواصم بلدانهم.
واختتم الوزير اللقاء بالتأكيد على الموقف المبدئ التونسي المساند للقضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والمناهض للمقاربات غير المنصفة وغير المجدية كما شكر السفراء على حضورهم وتعهدهم بإبلاغ مراكز قرار بلدانهم محتوى هذا اللقاء.