تونس الان:
لم يتخلص بعد التونسي من الاثار النفسية التي تركتها حلقة “يستحق “ بسب قصة عبد الرحمان وحلمية الشقيقان اللذان يعانيان من مرض نادر جعلاهما محط تندر وسخرية وتنمر من زملائهما في المدرسة وانقطعا بسبب ذلك عن المدرسة .
فالمرض والتنمر وهما في حداثة سنهم اثارا تعاطف التونسيين على نظاق واسع حتى ان العديد طلبوا من منشط البرنامج جعفر القاسمي ايجاد اي طريقة لعلاجهما بانخراط العديد في عملية التبرع لهما بغاية اعادة الامل الذي تحدث عنه عبد الرحمان.
وكما اسلفنا الذكر ففي الوقت الذي تأثر فيه العديد بقصة عبد الرحمان وحليمة ولما زالوا تحت وطأة التأثر بها حتى جاءتهم حكاية “محمد امين او امنة” لتكشف مدى تفشي الظواهر النفسية السيئة داخل المجتمع التونسي ، قصة محمد امين او امنة العرفاوي من مواليد 1992 لا تلخص الا في كلمة ” المجتمع ما يرحمش” فلم ترتكب امنة ” محمد امين” اي ذنب سوى انها ولدت مشوهة خلقيا ، ذكرا وانثى في الان ذاته.
ولدت امنة ومباشرة فور ولادتها ظن الجميع انها ذكر لانها كانت تمتلك اعضاء ذكورية وسجلت باسم محمد امين لكنها وبعد مرور 40 يوما من ولادتها تم اكتشاف انها انثى مزدوجة الجنس ، فبعد اجراء عمليات وتحاليل عدة تم اخضاعها لعملية جراحية ومنذ ذلك الوقت اصبحت امنة بدل محمد امين .
ماساة امنة لم تنته عند ذلك الحد فقد دخلت المدرسة باسم محمد امين وكانت محل تندر وتهكم وتنمر من اصدقائها فرغم انها كانت ترتدي ميدعة للبنات وكان لها شعر طويل الا انها لم تجد القبول من الاناث ولا من الذكور فقد كان اسمها محمد امين ولم تتخلص منه الا بحك قضائي.
تقول امنة عند حضورها في برنامج “فكرة سامي الفهري” ان الدولة “مش مستعرفة بينا كبشر يستعرفو بأنثى أو ذكر … في المكتب نلبس طبلية rose و شعري مشدود و نلعب مع البنات … و المعلم يعيطلي محمد أمين العرفاوي..”.
لم يكن ذنب امنة انها خلقت بهذا التشوه ، لكن ذنب المجتمع انه لا يرحم ، تقول امنة انها كانت تحاول النجاح للابتعاد عن منطقتها للتخلص من نظرة المجتمع لها، فذهبت الى العاصمة لتدرس حقوق ولكنها رغم ذلك لم تسلم من التنمر فكانت عرضة لكل الافتراءات في العاصمة ، تقول امنة “كل ما نطلع للكار والا المترو يعدوني على السكانار ..زعمة امراة ..زعمة راجل”.
اضطرت امنة للانقطاع عن الدراسة لتجنب نظرات الشر من التونسيين ورغم انها كثيرة الانقطاعات عن العالم اذ تنزوي احيانا عن المجتمع وتلزم البيت الا انها مازالت تقاوم .. تقاوم كل شيء.
في حلقة “يستحق” انتقد التونسيين ظاهرة تنمر الاطفال كثيرا..لكن حلقة “فكرة سامي الفهري” الذي ينشطها الهادي زعيم كشفت ايضا تنمر الكبار وهو اكثر ايلاما من الاطفال الذين لا يؤاخذون احيانا عن تصرفاتهم لانهم اطفالا مازالوا لم يفقهوا بعد.