عالمية: "حلل يا دويري" جملة انتشر صداها على منصات التواصل الاجتماعي، وتصدرت قائمة الترند في عدة دول عربية، فما قصتها؟
“حلل يا دويري” جملة انتشر صداها على منصات التواصل الاجتماعي، وتصدرت قائمة الترند في عدة دول عربية، فما قصتها؟
نشرت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس أمس الاثنين، فيديو لاستهداف قوة إسرائيلية بقذيفة مضادة للتحصينات بمنطقة جحر الديك شرقي المحافظة الوسطى في القطاع، وبعد أن أطلق المقاتل القسامي قذيفته احتفى بنجاحه في استهداف المنزل الذي تحصن به جنود الاحتلال بعبارة “حلل يا دويري” داعيا الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إلى تحليل عمليته عبر شاشة الجزيرة.
وقال مغردون إن عبارة “حلل يا دويري” نطق بها لسان الحق، فأصبحت أكثر عبارة رددها الجميع في مواقع التواصل الاجتماعي، أتعلمون لماذا؟ لأنها جاءت من أطهر لسان ناطق بالبطولة والإيمان الحق، لأنها صدرت من المجاهدين ضد الظلم والطغيان، لأنها بوابة تحرير فلسطين، قضية الشرفاء هنيئا للدويري هذا الشرف، بحسب تعبيراتهم.
وأشار متابعون إلى أن هناك تناغما كبيرا بين العمليات التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام ضد جيش الاحتلال في غزة، وتحليلات اللواء فايز الدويري لهذه العمليات، وإشادته بقدرة المقاومة على خوض معارك شرسة ضد الجيش الاحتلال الإسرائيلي وإصابتهم إصابات مباشرة.
فايز الدويري هو لواء متقاعد وخبير عسكري واستراتيجي أردني. يُشارك في العديد من البرامج التلفزيونية، وخصوصًا في تحليل الأمور المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وبرز بشكلٍ كبير في تحليل عملية طوفان الأقصى على قناة الجزيرة.
وُلِد الدويري بتاريخ 3 مارس 1952 وعاش طفولته في قرية كتم، وهي جزء من محافظة إربد الواقعة بين بلدتي الحصن والنعيمة الكبيرتين. نشأ لعائلة ريفية متواضعة تعمل في الزراعة وتربية الماشية، والده يدعى محمد حمد الدويري. عائلته مكونة من ثمانية أفراد، وهو السابع، له ثلاثة أشقاء أكبر منه، وأخ أصغر منه، وثلاث أخوات أكبر منه.
التحق فايز بمدرسة البلدة حتى الصف السادس، وفي 21 فيفري 1962، وقعت المأساة عندما توفيت والدته عندما كان في الحادية عشرة من عمره، كان في الصف الخامس وقتئذٍ، وكان لوفاتها بمرض السرطان أثر كبير عليه، كان قد وصفها بأنها أعز إنسان لديه في إحدى مقابلاته. أصبح هذا الحدث قوة دافعة له لتحقيق حلمها في رؤيته ذا أهمية كبيرة في المجتمع. بعد أن أنهى دراسته الابتدائية، التحق بمدرسة النعيمة الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الحصن الثانوية، وأكمل تعليمه الثانوي هناك عام 1970. وفي هذه الفترة، متأثراً بخيبة أمل نكسة 1967، بدأ الدويري بالتعبير عن آراءه السياسية.
على الرغم من قبوله في الجامعة الأردنية بتخصص المحاسبة، إلا أنه لم يتابع تعليمه هناك، وبدلاً من ذلك التحق بالكلية العسكرية في 3 أكتوبر 1970، وتخرج منها عام 1972 برتبة ملازم ثاني وانضم إلى سلاح الهندسة الملكي. شارك في عملية نزع الألغام على الحدود الأردنية السورية، ثم انتقل إلى اليمن في 1 جانفي 1977 في مهمة سرية وبقي هناك حتى عام 1979، اتضح فيما بعد أنه كان يشارك مع القوات المسلحة اليمنية في تحصين مضيق باب المندب، وبناء معسكر خالد في تعز، كان قد شارك بها برتبة ضابط هندسة. عاد إلى الأردن برتبة نقيب، وانضم في عام 1979 إلى جامعة اليرموك على نظام الدراسة المسائية، حيث التحق في “برنامج إدارة الأعمال مع التركيز في المحاسبة”. وتُشير المصادر أنَّ فايز قد حصل على ثلاث شهادات بكالوريوس خلال حياته الدراسية.
انضم إلى كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية مدة عام، ثم ابتعثته القيادة العامة إلى الباكستان للمشاركة في دورة دوليَّة في كلية القيادة والأركان الباكستانية . عمل بعد عودته مدرسًا في كلية القيادة والأركان لمدة 4 سنوات، تولى بعدها منصب مدير سلاح الهندسة الملكي الأردني، حتى أصبح أخيرًا آمرًا لكلية القيادة والأركان الأردنيَّة برتبة لواء، ومن ثم أحيل إلى التقاعد. انضم بعدها إلى الجامعة الأردنية، حيث حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية، وكان عنوان أطروحته «دور الجامعات الرسمية في تعزيز مفهوم الأمن الوطني».