وطنية: منذ مدة يتداول التونسيون صورا لشيخ الطريقة الكركرية وهو يقوم ببعض الطقوس التابعة لطريقتهم في عدد من الدول الغربية على غرار اسبانيا وفرنسا وهولاندا وغيرها.
منذ مدة يتداول التونسيون صورا لشيخ الطريقة الكركرية وهو يقوم ببعض الطقوس التابعة لطريقتهم في عدد من الدول الغربية على غرار اسبانيا وفرنسا وهولاندا وغيرها.
طريقة تناول هذا الموضوع واحيانا بعض التندر من التونسيين على هذه الصور جعلنا نتساءل : ماهي الطريقة الكركارية في تونس ولماذ كل هذا التهكم على الصور ؟ .
وبعد بحث تمكنا من التوصل الى الشيخ محمد الجدوي احد المشمولين بهذه الطريقة ، ليحدثنا عن بعض عادتها وتقاليدها واصولها.
يقول الجدوي لـ”تونس الان” ان الطريقة الكركرية هي احدى الطرق الصوفية القديمة في تونس ، وهي طريقة على مذهب الامام مالك وعلى عقيدة الاشعرية والتصوف الجنيدي ،”وهذا تراثنا ومنهجنا الذي تعتمده وزارة الشؤون الدينبية في تونس وجامع الزيتونة ” وفق تعبيره.
واضاف : “بالنسبة لعدد الفقراء والمريدين في تونس ليس لنا العدد تحديدا ولكن زهاء 2000 مريد .. لدينا مجمع اي زاوية في ساحة الشهداء في تونس العاصمة وهي مفتوحة دائما يتداول فيها الفقراء ..كل جمعة لدينا مجلس ذكر بعد صلاة العصر يتم فيه قراءة القرآن والصلاة على النبي ونقوم بالحضرة او ما يسمى بالرقص الصوفي”.
وتابع: “انشطتنا مسجلة وموجود على صفحة الطريقة الكركارية في تونس.. في الاسبوع يأتي بين بين 10 و20 رجلا الى الزاوية وكذلك النساء ولدينا من جميع الفئات العمرية شباب ومسنين ومن مختلف الشرائح العمرية ، لدينا الطبيب والمحامي والعامل اليومي.. الطريقة الكركرية لا دخل لها في السياسة لدينا فقط ذكر الله ولدينا شيخنا يعطينا الافكار التي نصل بها الى معرفة الله “.
وقال ان هناك شيئان يميزان الطريقة الكركرية وهي اللباس المرقع ونور الله.
بالنسبة للباس المرقع يقول الجدوي ان “اللباس المرقع كان يلبسه عمر رضي الله عنه ونطلق عليه اسم الدربالة وهناك العديد من الاولياء الصالحين معروفين بهذا اللباس منهم سيدي بودربالة وهو لباس نلبسه لتزكية النفس من خصال العجب ونتواضع لله ولا نكون عبيد لنظرة الناس وهو لباس كان موجود بكثرة في المغرب العربي”
اما بالنسبة لنور الله يقول المتحدث ان” كل الطرق الصوفية تدعو الى نور الله وشيخنا يدعو الى نور الله ونرى نور الله منذ ان نبدأ في تلاوة الورد بعد أخذ البيعة وفعلا نرى نور الله الي في القران والسنة النبوية”
وقال” ان الهدف من الانضمام الى الطرق الصوفية هو رؤية نور الله ..فقراء الطريقة الكركرية يرون نور الله والشيخ الذي يفتح عنك هذا النور هو شيخ السلوك او شيخ التصوف يعطيك اذكار من القرآن والسنة حتى تصل ان تعبد الله كانك تره بنوره نحن نعبد الله عبر هذا النور الموجود في القرآن والسنة”.
وهذه نبذة عن الطريقة كما يحددها اتباع فوزي الكركري المغربي:
الطريقة الكركرية هي طريقة تربوية تهدف إلى إيصال العباد إلى تحقيق مقام الإحسان حتى يتمكنوا من الجمع بين العبادة والشهود ( أن تعبد الله كأنك تراه ) البخاري وبين السلوك والمعرفة حتى تكون حياتهم كلها لله رب العالمين…لذلك تدعوا أتباعها إلى الإلتزام بالكتاب والسنة في كل أحوالهم لأننا نؤمن أن وراء كل فعل من أفعال الشريعة المطهرة سر ملكوتي وقبضة نورانية تجمع العبد على مولاه وتنسيه كل ما سواه…ولكن لا يتم ذلك إلا بإتباع منهج الشيخ المربي الذي يصف الدواء المناسب لكل سالك مصداقا لقوله تعالى: ﴿ الرحمن فاسأل به خبيرا﴾ [سورة الفرقان الآية:59]…فعندئذ سيدخل العبادة بالروح لا بالنفس فالتدين الحق يُزكي النفس ويُهذب الأخلاق و يزيد الأشواق و يقربك من الخلاق
الطريقة الكركرية طريقة حية لسريان النور المحمدي فيها وذلك عبر سلسلة ذهبية تربط الخلف بالسلف…فهي طريقة يتصل سندها بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مرورا بالإمام الشاذلي قدس الله سره…والسند المتصل من خصائص هذه الأمة المرحومة يقول عَبْد الله بن المبارك رضي الله عنه : ( الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ).. وعلامة صحة الإسناد في السلوك إلى رب العالمين وجود النور المحمدي فيه…فالسند النوراني متصل كل من دخل في كنفه حلت عليه بركات العناية والقرب ورؤية عليه بشارات أهل الإجتباء والسند الذي ينعدم فيه النور يكون منقطعا فيصلح للتبرك دون التحقق
وتمتاز الطريقة الكركرية بعدة مميزات منها
أنها تمتاز بملازمة السنة في الأقوال والأفعال والأحوال
سهولة الفتح أو سرعته، فالمريد في هذه الطريقة يفتح الله عليه في أقرب مدة وأسرع وقت بفضل الله تعالى ، حسب ما إستقرأناه من أحوال فقرائها
أنها طريقة بدايتها التلاشي في نور الحبيب والحصول على توحيد الجمع ونهايتها وإن كانت لا نهاية الوصول إلى اسم الله الأعظم المكنون
أنها طريقة تمزج بين الجذب والسلوك، وبين الفناء والبقاء، فتلميذها فان باق في نفس الوقت
أنها طريقة مبنية على التيسير حيث تعلمك شهود المنة عليك، مع ملاحظة التقصير في كل أحوالك
أن الترقي فيها لا نهاية له، لأنه ترقي في مراتب الاسم الجامع
أنها طريقة تجمع جميع مدارس التصوف ومشاربه، فتجد فيها تصوف الفقيه، وتصوف العابد، وتصوف المنطقي والحكيم والطبيعي، كل واحد يجد فيها مشربه الذي يلائمه