أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا ***** متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني […]
أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا ***** متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني
وَإِنَّ مَكَـانَنَا مِنْ حِمْيَرَيٍّ ***** مَكَانُ اللَّيْثِ مِنْ وَسَطِ الْعَرِينِ
وَإِنِّـي لا يَعــُودُ إِلَيَّ قِرْنــِي ***** غَدَاةَ الْغِـبِّ إِلَّا فِـي قَرِيــنِ
وَمَاذَا يَدَّرِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي ***** وَقَدْ جَاوَزْتُ حدَّ الأَرْبَعِينِ
أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعًا أَشُدِّي ***** وَنَجَّذَّنِــي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ
هذه الأبيات قالها سُحَيْم بن وَثيل الشاعر المخضرم، قالها ردّا على الشاعرين الأخوص والأُبيرِد الرياحيّ اللذين سخرا من شعره فردّ عليهما بقصيد كانت هذه الأبيات الخمسة مطلعا له.
وقد استدللت بهذه هذه الأبيات، كي أعارض منها البيت الأوّل فأقول على لسان رئيس الدولة قيس سعيّد إن سمح لي:
أنا ابن عُلا ومنّاع المنايا **** متى أضع الكمامة تتبعوني
هكذا أنا… أحبّ أن يرأسني من هو فوق التناول الجهر وفوق النميمة والغيبة، وهذا ما يكمّل صورة الرجل الرمز، لا لذاته، بل لما أوكل إليه من مسؤوليّة فيكون القدوة والأسوة الحسنة ما استطاع، ونكون المقتدين به ما استطعنا.
نحن في حرب ضدّ عدوّ داهم غادر يرانا من حيث لا نراه، والحيطة منه والحرص فرضا علينا أن نلجأ إلى كمامة تمنعه عن التسرّب مع الهواء إلى صدورنا ومنها إلى الجسم فيفتك به وبنا. ولقد لاحظنا جميعا أنّ رئيسنا لا يتّقي شرّ من وما يسيء إلينا ولا يحسن. إنّ الناس على دين ملوكهم، خصوصا إذا كان الأمر يتطلب التوحّد في كلّ الأمور والاقتداء.
من ينظر في الصّور التي نشرت بالصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على موقع “فايسبوك” تداخله شكوك من تنافرها… بين صور توثّق لرئيس يحترم متطلبات التوقّي، وبين صور تحرّر فيها من الكمامة كمن لم يكن يعلم دورها وأهمّيتها أصلا.
هل أنّ المعنيين بالبروتوكول لهم واجب تذكير رئيس الدولة بما يجب، أم أنّهم غافلون عن ذلك أو أنّهم ممنوعون من ذلك، أم أنّ غبرهم هو من يوضب المسائل اللوجستية ودقائق الأمور التي هي أساسها؟
وهل الطفل إذا حاجج وليّ أمره بتلك الصّور أو تساءل عن اختلافها سيفهم حقّا أنّ الكمامة لازمة لنا جميعا جميعا جميعا؟
في عرض الصحراء، ، تحترس قبائل الطوارق من الريح السافياء التي تحمل أدقّ حبيبات الرمل إلى الحلق والأنف والعين، ويلتحفون بلحافات هي كالكمامة عند من زارهم الوباء، لا يدعونها للحظة، حتى أنّه يقال أنّهم لا يتعرّفون إلى من ينزعها منهم. لكن رئيسنا يستخدم الكمامة مع رئيس الحكومة وعديد الوزراء، وينساها حين يلتقي الشعب الكريم حين يزور عائلة الشهيد طارق الدزيري يوم 18 ماي، ويشارك عائلات شهداء الأمن الرئاسي يوم 19 ماي بلا كمامة، ويلتقي وزير الشؤون الخارجية اليوم بلا كمامة أيضا. ألا نكون من الطوارق هذه الأيّام حتى تذهب السافياء عنّا يا سيّدي؟ علّمني سيّدي… علّمني… أيّ حكمة في التصرّف بوجهين؟…