“رقوج” ضربة قاضية من ابناء المسرح لهواة “الانستغرام”
ثقافة:
رقوج ، عمل تلفزي للمخرج عبد الحميد بوشناق وببطولة مشتركة لابرز والمع نجوم المسرح ، اشرأبت الاعناق لرقوج تلك المنطق غير موجودة بنفس التسمية في تونس لكن هناك منطقة في الفحص من ولاية تم استنباط الاسم منها .
رقوج ، عمل تلفزي للمخرج عبد الحميد بوشناق وببطولة مشتركة لابرز والمع نجوم المسرح ، اشرأبت الاعناق لرقوج تلك المنطقة غير موجودة بنفس التسمية في تونس لكن هناك منطقة في الفحص من ولاية تم استنباط الاسم منها .
قصة تطير بك من أول حلقة الى عالم آخر ، وكأنه عالم سحري ، للحظات تنسى أنك تعيش في تونس وتسافر بمخيلتك الى رقوج لتعيش فيها قرابة الساعة مع ابطالها .
خالطت حبكة المخرج بحنكة الممثلين فأنتجت عملا متكاملا زادته الموسيقى رونقا والصورة روعة .
رقوج حمل تمظهرات عديدة وتناقضات كثيرة ، رقوج عبّر عن كل تونس في رقعة جغرافية صغيرة جمعت كل التناقضات من حب وكره وافتراء وفقر وغنى وفساد ونزاهة.
تونس التي عانت وما زالت رأيناها في رقوج بوشناق ، فوجدنا الاداري الفاسد المتلقي للرشاوي والمعطل لملفات المواطنين والذي اداه الممثل صابر الوسلاتي “الديناري ناكل ونوكل” بذكاء كبير وموهبة أكبر ووجدنا العاملات الفلاحيات “نسيمة ومحبوبة وعيدة “يكافحن من اجل الحياة ويقوم الديناري رئيس البلدية بسرقة البعض من المنحة التي تسندها الوزارة دعما لهن.
سلط رقوج الضوء على “الكونترا” وتغول الفاسدين والقتلة والمجرمين.. كل هذه التمظهرات ابدع في ادائها الممثل المسرحي عزيز الجبالي .
حتى الاعلام اخذ نصيبه وليس كل الاعلام ، انما الاعلام الفاسد الذي يتلقى اموالا مقابل خدمات وتزييف حقائق وكيل الاتهامات للابرياء. فـ”روزا” الصحفية توجه كل برامجها خدمة لسياسة “محسن الورل” لتبييض جرائمه وسرقاته وتظهره في البرامج في صورة الابن البار بوطنه وحامي حمى المواطنين وكم عرفت تونس من اشباه “الورل” .
اشادة كبيرة باداء الممثلين من قبل مشاهدي مسلسل رقوج الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم ، فالتعابير بالوجه والجسد والاحساس تجعل المتفرج لا يفرق بين الحقيقة والتمثيل ، ويلمس هذا من اداء الشخصيات وليد العيادي الذي ابدع في دور يوسف وفاطمة صفر التي ابدعت هي ايضا بدور محبوبة وهالة عياد روزا الصحفية وياسمين الديماسي في دور نسيمة والبحري الرحالي في دور عباس وفاطمة بن سعيدان وغيرها من الابطال.
هذا النجاح لم يات بمحض الصدفة،فهو نتاج تمازج الافكار بين كل مكونات المسلسل من المخرج الى الممثلين الى كل الفريق التقني والفني وغيره ، هذا العمل نجح لانه جمع شخصيات ولدت من المسرح وتمدرست في المسرح وابت في المسرح وستشيخ في المسرح تعلمت الابجديات وتمرست على الاداء والملامح .
لاول مرة لا يضم عمل تونسي رمضاني اي وجه” انستغرامي ” عكس اعمال العادة، ومعلوم ان الوجوه الانستغرامية تعتمد على الصورة فتكون الشخصيات بلا ملامح وبلا روح ولان رقوج لم يضم الا ابناء المسرح فقد نجح وهنا يأتي الحديث عن الفرق بين المحترفين والهواة.