أدان الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة، في بيان له، قرارات قطع مياه الري وتأخر تزويد الفلاحين بها في الوقت المناسب وإنقاذ ما تبقى من مزارعهم التي وصفها ب”المعطّشة”.
كما وصف الاتحاد في بيانه، اليوم الاثنين، وضع القطاع الفلاحي ب“المتردي وغير المسبوق“ خاصة في ضوء تضرر مزارع الحبوب بالمناطق السقوية بدرجة وصفها ب”العالية” والتى “يصعب انقاذها” بسبب “رفض المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة تزويد المزارعين بمياه الري وإنقاذ الصابة”، لجبر ما لحقهم من اضرار الجفاف، وتوفير حاجيات التونسيين من الحبوب وإنقاذ قطيعهم وإيقاف نزيف تهريبه.
وطالب الاتحاد في ذات البيان، رئيس الجمهورية بالتدخل لإنقاذ الفلاحين، ووضع حد للمخاطر التي تهدد القطاع وعموم العاملين فيه، وحماية الموارد المائية المتاحة واستغلالها على الوجه الصحيح، ووضع استراتيجية تضمن شد الفلاحين الى نشاطهم وتنمية أراضيهم وحسن استغلالها، مع تدقيق مديونية مياه الري العالقة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
واستنكر البيان عدم تدخل السلط بمختلف مستوياتها، لضخ مياه الري بالكمية الضامنة لري مزارع الحبوب وانقاذ صابة الموسم وما تلاها من شروط وصفعا بال”مجحفة”، تمنع الفلاحين والمستثمرين في القطاع من الإنتاج وممارسة حقهم في النشاط، وطالب وزارة الفلاحة بالشروع الفوري في ضخ مياه الري بالمناطق السقوية، وانقاذ ما تبقى من صابة الحبوب وجبر اضرار الفلاحين المتضررين.
وكانت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة، قد عدلت عن قرار يتعلق بتزويد المناطق السقوية بمياه الري لمدة 10 أيام متواصلة وفضلت العودة الى نظام الدورة المائية (يومين ضخ مقابل أربعة أيام قطع)، وذلك بعد ان رصدت اعتداءات وصفها اتحاد الفلاحين ب”المعزولة” على شبكة مياه الري، فضلا عن رصدها لعملية ري بطريقة الغمر المباشر واستخدام المياه لري الخضراوات والقرعيات، وهو الامر الذي اثر على كمية المياه المخصصة لري مزارع الحبوب وانقاذها من التلف، وفق ما ورد في بيان المندوبية، إضافة الى تسجيلها صعوبة كبيرة في عملية تزويد المناطق السقوية العمومية بعد ان تراجع منسوب مياه وادي ملاق ووادي مجردة وتسجيل عجز بلغ نحو 1750 لترا في الثانية في مناطق وادي ملاق وافراغ خزان غدير فرح و2500 لتر في الثانية بالمنطقة السقوية بوهرتمة .
وسجل عدد من الفلاحين تضررا متفاوتا لمزارعهم خاصة بمعتمديات غار الدماء وادي مليز وجندوبة وبوسالم، التي خصصت للحبوب، بسبب العجز المسجل في مياه الري والذي دعا المعهد الوطني للزراعات الكبرى منذ 18 مارس المنقضي الى ضرورة تفاديه.