عالمية: قال رافع الطبيب أستاذ العلوم الجيوسياسية إن “إعلان مجلس النواب الليبي على نهاية ولاية حكومة عبد الحميد الدبيبة لا يغير شيئا،
تونس الان:
أعلن المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق، أن مجلس النواب صوت في جلسته الرسمية يوم الثلاثاء بالإجماع على إنهاء ولاية السلطة التنفيذية في طرابلس التي جاءت بالمرحلة التمهيدية.
كما اعتبر المجلس حكومة أسامة حماد الحكومة الشرعية حتى يتم اختيار حكومة موحدة.
وأوضح بليحق أن المجلس قرر تسمية رئيس مجلس النواب قائدا أعلى للجيش الليبي، وذلك وفقا لما ورد في الإعلان الدستوري وقرارات مجلس النواب ذات الصلة.
وكان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قال بوقت سابق إن 50 نائبا تقدموا بمذكرة لإنهاء ولاية حكومة عبدالحميد الدبيبة، واعتبار الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة هي الحكومة الشرعية.
من ناحيتها قالت حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، إن قرار البرلمان إنهاء ولايتها “رأي سياسي غير ملزم ولن يغيّر من الواقع شيئا”، مشددة على أن مهامها لن تنتهي إلا بإجراء انتخابات عامة.
وأكدت حكومة الوحدة أنها تستمد شرعيتها من الاتفاق السياسي وتلتزم بمخرجاته التي نصّت على أن تنهي الحكومة مهامها بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، تنهي المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد منذ فترة طويلة.
واعتبرت أن قرار البرلمان سحب الثقة من الحكومة “مكرّر الشكل والمضمون والوسيلة”، يريد من خلاله “تنصيب حكومة موازية ليس لها ولحقائبها الشكلية أي أثر ملموس“، وهو عبارة عن مواقف صادرة من طرف سياسي “يصارع من أجل تمديد سنوات بقائه”.
وتعليقا على ما يحدث في ليبيا قال رافع الطبيب أستاذ العلوم الجيوسياسية إن “إعلان مجلس النواب الليبي على نهاية ولاية حكومة عبد الحميد الدبيبة لا يغير شيئا، باعتبار أن مختلف المؤسسات الأخرى لم تعد لها تمثيلية على المستوى الدولي، “وهي أجسام انتهت..”
وأضاف الطبيب في تصريح لـ”تونس الان” “المخيف في الملف الليبي هو الصراعات الكبرى في الغرب بين الميليشيات علما ان هناك تقدم لجيش خليفة حفتر في منطقة الجنوب قريبا من الحدود التونسية الجزائرية، وهذا هو المعطى الجديد”.
وقال“لم نفهم أبدا الموقف الرسمي لتونس، ومنذ 2019 ليس هناك وضوح في الموقف التونسي من الملف الليبي، وهناك دول تدفع نحو تفجير الأوضاع في جنوب ليبيا لأن ذلك يمكن من إعادة خلط الأوراق من أجل إعطاء الدول الغربية أدوارا جديدة، ويراد لتونس والجزائر دفع ثمن العبث الذي تقوم به هذه الدول”.
ولفت الى أن السفير ريتشارد نورلاند Richard Norland المبعوث الخاص الأمريكي إلى ليبيا لا يهتم بما يحصل في البلاد والى ان الاتفاق لم يحصل في ليبيا بسبب التدخلات الخارجية متحدثا عن وجود إرادة وقرار غربي لحرمان الليبيين من إعادة بناء دولتهم
واشار الى أن الشعب الليبي يعيش فترة اقتصادية واجتماعية صعبة جدا، وما حدث هو تفقير وتهميش وضرب للنخب الوطنية، التي حلت مكانها ميليشيات تؤدي الى تفكك الأوطان وتباع كما هو الحال في السودان.
وتحدث عن وجود حوالي مليوني إفريقي من الساحل والصحراء في ليبيا، وان الوضع قد يصل الى مطالبتهم بالاستقرار في ليبيا والتوطين باعتماد قوة السلاح، مبينا أنهم تمكنوا من بعض المناطق في ليبيا وأصبحوا يمثلون الأغلبية.
ووصف وضعية الحدود التونسية مع ليبيا حاليا بـ “المستعصية والمستجدة”، في ظل وجود الميليشيات على مستوى معبر راس الجدير، متحدثا عن الطريقة المثلى للتعامل مع الأوضاع الراهنة.
وقال “الحل في ليبيا لا يجب أن يكون من طرف واحد بل لا بد من تعدد الأطراف..على تونس في هذه المرحلة أن تزن بكل قوة مع الجزائر ومصر من أجل سحب أي نوع من الصواعق في ليبيا والتي تريد تفجير حرب بالوكالة بدماء الليبيين ومقدراتهم والتوصل إلى حل يعتمد على تقاسم عادل للثروة والتوصل لإعادة بناء هياكل دولة، وإخراج كل القوى الأجنبية حيث لا يمكن بناء أي مشروع سياسي دون السيادة الوطنية”
وأضاف المتحدث “هناك نخب جامعية ومثقفة في ليبيا وسياسية نظيفة وعسكرية تؤمن بوحدة التراب، وفي حال خلق حزام سياسي حولهم يمكنهم التوصل إلى حل فيما بينهم وبناء الوحدة الليبية”.
وختم قائلا “ما لم يتم منع السلاح وحل الميليشيات وعودة الأمن والجيش ستتواصل ليبيا ساحة عبث استراتيجي من قبل الدول”.