استيقظ الجزائريون على خبر مروع يفيد بقتل والد لابنته الرضيعة في إحدى القرى النائية، مما أثار حوارًا مفتوحًا حول ظاهرة العنف الأسري التي يؤكد المتخصصون أنها تتطلب تدخلاً عاجلًا.
وقعت الحادثة في بلدية أم الذروع، بولاية الشلف حيث قتلت الرضيعة التي لا يتجاوز عمرها الثلاثة أشهر، من طرف والدها، الذي أكد عدد من سكان المنطقة أنه يعاني من اضطرابات عقلية دفعته لأن يقدم على فعلته، في انتظار كشف التحقيقات الدوافع الحقيقية.
واستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحادثة، بسبب تفاصيلها المروعة، حيث الجاني الوالد والضحية ابنته الرضيعة، وقال أحدهم: “.. إذا صح أن الفاعل مضطرب نفسيا فكان الأجدر نقله إلى مصحة عقلية حفاظا عليه وعلى من حوله”، وقال آخر: “.. سيناريوهات كنا نشاهدها في الأفلام فقط، اليوم نحن نعيشها بأعيننا.. !”.
من جهته صرح المختص في علم الاجتماع، عبد الحفيظ صندوقي بأن “هذه الحالات تكون ناجمة عادة عن الضغوطات الاجتماعية التي تولد الانفجار داخل الأسرة الواحدة، وهي قد تكون ضغوطات بسبب مشاكل عائلية، لكن أغلبها مادي، حيث إن عجز أب الأسرة عن توفير حياة كريمة لأسرته قد يدفعه لأن يرتكب أفعالا خارجة عن تحكمه”،
وأضاف المتحدث “.. لا يمكن أن تكون الجريمة بدون تراكمات سابقة، فالعقل لا يتقبل أن يقتل الوالد ابنته وهي لا تزال بريئة في شهرها الثالث، إلا إذا وقع خلاف عائلي حاد، أو ضغوطات مثلما أشرنا، وهنا يأتي دور المختص النفساني الذي لا يزال ينظر إليه في بلادنا على أنه طبيب المختلين عقليا، ولكن الحقيقة أن الواقع الذي نعيشه يفرض على نسبة كبيرة من المجتمع أن تعتاد الطبيب النفسي من حين لآخر، لأن أغلب الجزائريين يعانون من أمراض نفسية بدرجات متفاوتة، فالمرض النفسي لا يعني فقدان العقل، ولكن يسببه ترسبات مجتمعية تجعل الفرد يفقد البوصلة أحيانا”.
العربية